تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إفتتاح مؤتمر مجانية التعليم بين القبول والرفض

إفتتاح مؤتمر مجانية التعليم بين القبول والرفض

 

افتتح اليوم الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج فعاليات المؤتمر العلمي الأول لكلية التربية، والذى ينظمه قسم أصول التربية تحت عنوان “مجانية التعليم بين القبول والرفض … رؤى واتجاهات”، وذلك بقاعة الدكتور بسيوني عميرة بمقر الكلية بالجامعة الجديدة، بحضور كلا من الدكتور الهلالي الشربيني أستاذ التخطيط التربوي ووزير التربية والتعليم السابق، الدكتور خالد عمران عميد الكلية، الدكتور السيد سلامة الخميسي مقرر اللجنة العلمية الدائمة لأصول التربية والتخطيط التربوي، الدكتور علي صالح جوهر أستاذ أصول التربية بجامعة دمياط وعضو المجلس الأعلى للثقافة، ونخبة من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة.

وفي بداية كلمته أثنى عزيز على موضوع المؤتمر وأهمية عرض الرأي والرأي الآخر، للوصول إلى مقترحات وخطوط عريضة لحل أزمة مجانية التعليم، موضحاً أنه يجب مراعاة أن غالبية المجتمع المصري من الطبقتين المتوسطة والفقيرة ولا يستطيعوا تحمل مصروفات التعليم الخاص، مضيفاً أنه من منطلق حق الطفل في التعليم الذي نصت عليه جميع دساتير مصر منذ بداية العصر الحديث حتى يومنا هذا، ومع تعالي الأصوات المطالبة بجعل التعليم بمصروفات، سينتج عن ذلك ترك العديد من الاطفال سنوياً بدون تعليم، مما يشكل خطراً عظيما على الدولة لأنهم سيكونوا ذريعة سهلة للجهات المتطرفة، إلى جانب مساوئ التعليم الخاص من عدم مساواة وتفاوت نفسي واجتماعي بين الطلاب، مما يزيد الفجوة الفكرية والانسانية بينهم، وفى نهاية كلمته أعرب عزيز عن تمنياته بخروج المؤتمر بتوصيات تخدم التعليم الأساسي وتساهم في رفع الخدمة التعليمية بشكل مؤثر.

وفي هذا الصدد قال الدكتور الهلالي الشربيني هلالي أنه قام بوضع برنامج تنفيذي شامل متوسط المدى لإصلاح وتطوير التعليم يتيح خدمة تعليمية مجانية جيدة، ويتضمن عشرة برامج فرعية تغطي جميع محاور العملية التعليمية، أهمها برنامج الإتاحة العادلة لجميع الأطفال، وأشار إلى أن البرنامج مدته من 3 إلى 4 سنوات، ويتم تنفيذه عن طريق مضاعفة الأبنية التعليمية 600% مما يؤدي لتخفيض كثافة الفصول إلى 45 طالب، القضاء على الفترات، سد إحتياجات المناطق المحرومة، بالإضافة إلى بناء 155 ألف فصل، وذلك من خلال تطبيق برنامج المشاركة بنظام حق الانتفاع بالتعاون مع القطاع الخاص والذي سيسهم في تطوير عملية التعليم في مصر.

ومن جانبه أوضح الدكتور السيد سلامة الخميسي أن مجانية التعليم ليس من الضروري أن تؤدي إلى سوء الخدمات التعليمية بدليل أن التعليم في الستينيات أفضل من التعليم في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن هناك مبررات تاريخية، تشريعية، دينية، معرفية، اجتماعية وسياسية للدعوة لمجانية التعليم، فمنذ أن وضع أول دستور لمصر الحديثة حتى يومنا هذا كفلت الدولة حق التعليم مجاناً وبذلت جهود عظيمة للارتقاء به، والدليل على ذلك ماتنطوي عليه إستراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 في مجال التعليم.

وعلى الجانب الآخر تحدث الدكتور علي صالح جوهر عن مجانية التعليم التي أدت إلى تدهور حالة ومستوى التعليم إضافة إلى أنها غير مرضية، حيث أن ما تكفله الدولة لتعليم فرد حتى المرحلة الجامعية يقابله 4 أفراد حرموا من التعليم، لذا فجعل التعليم بمصروفات يحقق العدالة لأن الدولة ستوفر الكثير من الأموال التي ستساهم في إيجاد فرص عمل وتنمية في العديد من المجالات الصحية والإقتصادية.

كما ذكر الدكتور مصطفى رجب أستاذ أصول التربية المتفرغ ورئيس المؤتمر أن من يطالب بمجانية التعليم ليس بالضرورة أن يكون اشتراكياً فيكفيه أن يكون وطنياً، باعتبار أن التعليم حق للمواطن كالماء والهواءكما قال عميد الأدب العربي الدكتور “طه حسين”، والذي نادى بإلزامية التعليم بالمرحلة الأساسية، مؤكداً أن التعليم المجاني هو حق ومطلب إنساني ودستوري لجميع فئات المجتمع القادر وغير القادر.